الأربعاء، سبتمبر ٢٦، ٢٠٠٧

المتآمر الأوّل على شعوب العالم


أصابع ديك تشيني


في كلّ ما يفعله بوش، لا يتجاوز المخطط الذي رسمه له ديك تشيني، و أفراد عصابته .. و التجاوزات المأخوذة عليه مرجعها إلى تركيبته النفسية الخاصّة التي سنأتي على ذكرها فيما يلي من حديث، فهي المسئولة عن تناقضاته و تصرفاته المعيبة، التي يسارع رجال الرئاسة بالتغطية عليها، و صرف الأنظار عنها
لقد استطاع ديك تشيني أن يزرع أفراد عصابة الرجعيين الجدد في أكثر المواقع حساسية في الإدارة الأمريكية
رامسفيلد في البنتاجون .. و كوندليزا رايس في وزارة الخارجية في مكان كولن باول، الخارج عن طاعة هذه العصابة .. نيجروبونتي سفاح هندوراس و مهندس جماعات القتل هناك، نجح في زرع ثمار الفتنة في العراق، عندما عمل سـفيرا لأمريكا في بغداد، و قبل أن توكل إليه أعلى سلطة استخبارات، في البلاد، بعد أن أثبتت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب في تلفيق التهم الكاذبة لصدام حسين، و هذا قبل الحاقه بالخارجية .. ثم، اختيار المحامي الخاص لبوش ألبرتو جونزاليز للعمل كنائب عام أمريكي، رغم تاريخه الذي يقول بقبوله استخدام و تبرير التعذيب في سبيل تحقيق الأهداف المريبة التي تسعى إليها العصابة الحاكمة، دون مشاكل كالتي ثارت بسبب سجن أبو غريب في العراق، أو معتقل جوانتانامو في كوبا.. إلى أن ثار نواب المجالس النيابية عليه، و جرى فصله، رغم أنف بوش
غير أن محاولات الاستيلاء على مقادير الشعب الأمريكي لم تقف عند هذا الحد، فانتقلت أحلام و مطامع ديك تشيني إلى المستوى العالمي . و كما قالت جريدة ذا نيويورك تيمز " و كما كان اختيار جون بولتون كسفير للأمم المتحدة، جاء اختيار وولفويتز كصفعة للمجتمع العالمي
كذلك كتب أندرو جامبل " بالضبط بعد ثمانية أيام من تسمية جون بولتون، أكثر موظفي الخارجية الأمريكية عداوة للأمم المتحدة، كسفير لديها .. فإن اختيار الرئيس لوولفويتز كرئيس للبنك الدولي ستثير بالتأكيد ضجّة في الأوساط الدبلوماسية، و بين المختصين بالتنمية، الذين يعتقدون أن السيد وولفويتز الذي يعمل حاليا كنائب لوزير الدفاع، لا يصلح لهذه الوظيفة..إلى أن اضطر بوش إلى عزله
صفعة .. أم اختيار ؟

هذه الاختيارات الغريبة، التي يرتكبها تشيني، و ينطق بها ( المبروك ) بوش، لا تأتي عن طريق الخطأ أو سوء التقدير، لكنها مقصودة كصفعة لشعوب العالم .. و رسالة من جماعة المحافظين الجدد إلى الحكومات الصديقة قبل العدوّة، تقول : نحن نفعل ما نشاء، و ما نعتقد أنه في جانب خطتنا لبناء الإمبراطورية الأمريكية، و على المتضرر اللجوء إلى الله .. و للعلم، بينكم و بين هذا بوش مبعوث العناية الإلهية . و في أوروبا، أثار هذا الاختيار الصفعة استياء عاما .. بيتر هاردستاف، رئيس السياسات في حركة تنمية العالم التي تعمل من لندن، و التي تهتم بالتنمية في العالم الثالث: هذا حقيقة اختيار مرعب .. لدينا هنا رجل له سجل في السير وفق التدخل العسكري الأمريكي، و مراعاة المصالح الأمريكية . إنها صدمة أن يتم اختيار مثل هذا الشخص لهذه الوظيفة و من ناحية أخرى، تقول بربارة أونميوزيج، من مؤسسة هنريش – بويل، و هي مركز فكري متحالف مع حزب الخضر بألمانيا " اختيار وولفويتز ـ في رأيي ـ قرار تخريبي .. فهو لم يظهر يوما أي اهتمام بالعالم الثالث، و هو لا يتمتع بقبول للرؤى المتعددة، ممّا هو ضروري في قيادة البنك الدولي

ازدراء بوش لشعوب العالم
و يحذّر ليستر هاينز من أن الاهتمام الأساسي لوولفويتز سيكون استخدام البنك الدولي كمطية لإشاعة الديموقراطية الإفنجيلية على الطراز الأمريكي، تسندها العصا الغليظة .. و هو يشير إلى ما قاله كبير اقتصاديي البنك الدولي السابق، جوزيف استيجليتس " عندما نختيار القائد المناسب في الحرب على الفقر، فهذا لا يضمن لنا نجاحه في مهمته .. لكن اختيار القائد الخـطأ، سيساعد بالتأكيد على زيـادة احتمالات
الفشل في المهمة
و عن وولفويتز يقول بيتر جرانت في سولت ليك تريبيون " اختيار بول وولفويتز يمثّل أحدث ازدراء من جانب بوش لشعوب العالم . و هو باعتباره المهندس الرئيسي لحرب العراق، قاد انعدام قدرته إلى موت عشرات الآلاف من البشر، أكثر من 1500 منهم من الأمريكيين ( رقم ذلك الوقت ) . و الأكثر من هذا، أن فشله في التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب، وضعت العراق مع هاييتي و السنغال في مستوى أفقر الاقتصاديات في العالم .. إن التكلفة المالية الخرافية لمغامراته الفاشلة، أصبحت معروفة، بمثل معرفة الجميع بدعاواه حول ضرورة تحمّل العراق لتمويل عمليات إعادة البناء .." ، و يختم بقوله ساخرا من وولفويتز " مثل هذا الرجل يستحق أن يوضع في كومة نفايات التاريخ
لقد فصل وولفويتز من البنك الدولي بفضيحة نسائية، و ليس بسبب الفضيحة الكبرى التي يعتبر البنك الدولي نفسه بؤرتها
و في الرسالة التالية نرى أبعاد المؤامرة الأمريكية الكبرى، التي نعرفها باسم : البنك الدولي

ليست هناك تعليقات: