السبت، أكتوبر ٠٦، ٢٠٠٧

أمريكا ... الشعب


الشعب الأمريكي
أولى بالرعاية

ـ
و ماذا عن الشعب الأمريكي ؟ .. ماذا عن البشر الذين يعيشون في دوامة غسيل المخ التي يسيطر عليها حكم طبقة كبـــــــــار الأغنياء؟

و ماذا عن الصورة الحقيقية، بعيدا عن أكاذيب الصورة الوردية المزيّفة التي تلحّ بها وسائل الإعلام، و أفلام هوليوود،الخاضعة لسيطرة نفس طبقة كبار الأثرياء الحاكمة ؟


دعونا نستمد معالم الصورة من أقلام الأمريكيين الشرفاء في كلّ مجال .. و لنبدأ بالتحليل النفسي الذي يشرح الآليات النفسية للإمبراطورية الأمريكية


الشعب الأمريكي يتخبّط في مجموعة من النوازع المتوالدة ـ رغم تناقضها ـ مثل النرجسية الاجتماعية، المصحوبة بمشاعر الخوف و الخجل و العدوانية .. و مثل الشعور المرضي بالتفوّق الذي جسّده ريجان عندما اعتبر أمريكا ( المدينة المتلألئة فوق التل )، المصحوب بأحاسيس غالبة من عدم الأمان و الخوف .. و مثل الميل الدائم للبحث عن عـدو خارجي، يجسّد الشر الذي لا تجده إلاّ في الآخر

هذا التحليل ليس من عندي، إنه بعض ما جاء في بحث قدّمه المحلل النفسي الأمريكي ستيفن سولدز، مؤسّس جمعية " محللون نفسيون من أجل السلام و العدالة "، في المؤتمر الذي عقد في كمبردج في شهر فبراير 2004 .2004 يبدأ سولدز بحثه بواقعة برجي التجارة العالمي، فيقول: في 11سبتمبر 2001، تعرّضت الولايات المتحدة الأمريكية لهجوم إرهابي ضخم، قتل فيه ما يقرب من 3 آلاف شخص .. و لكي نضع هذا الحدث في منظوره السليم، علينا أن نتذكّر ما لقيته المملكة المتحدة من حملة إرهابيي جيش التحرير الأيرلندي على مدى عقدين . و ما لقيته إيطاليا من الكتائب الحمراء، بالإضافة إلى نشاط متنوّع من إرهابيي الجناح اليميني . كما أن العديد من دول أمريكا اللاتينية قد تعرّضت لنشاط لإرهاب اليمين و اليسار، بالإضافة إلى إرهاب الدولة، الذي كان غالبا تحت رعاية الولايات المتحدة، و تسبّب عنه قتل عشرات و مئات الآلاف في عدة دول
ثم يشير سولدز إلى ما لقيه الشعب العراقي من حروب و حصار اقتصادي، مات فيه مئات الآلاف من العراقيين، و ما لقيته الشعوب الأفريقية على مدى ربع القرن الماضي، من إرهاب و حروب أهلية، مات فيها الملايين .. ثم يقول :و مع ذلك، العديد من المواطنين الأمريكيين يشعرون أنهم ـ دون غيرهم ـ المتعرّضين لإرهاب المسلمين، و أن عليهم أن يوقعوا العقاب و الجزاء، بأي شكل يراه قادتنا يقود إلى أن تصبح بلادنا سـالمة .. و بناء على ذلك جرى تمزيـق جميع الأصـول المرعية بين الدول، و القوانين الدولية، و غير ذلك من المؤسسات التي تحرّم الحروب، على يد القوّة العظمى المسيطرة في العالم،الولايات المتحدة
منذ البداية تقريبا، احتلّت الأيديولوجية الأمريكية مكانة فريدة في أمريكا . و كما وصفها الرئيس السابق ريجان : أمريكا هي المدينة المتلألئة فوق التل، مستعيرا وصف السيد المسيح للجنة .. و من هنا، وفقا لقول ريجان، الولايات المتحدة هي المرادف للجنة . و الأكثر من هذا، أنّها تتلألأ، ليس بالضرورة لشيء نفعله، و لكن بسبب من نكون . لقد أوضحت إدارة بوش بجلاء، أنّه يجب على باقي العالم أن يعترف بتفوقنا


النرجسيون .. و نقص المعرفة


يقول سولدز " الأمريكيون، شأنهم شأن رئيسنا، موصومون بنقص المعرفة، و نقص في الاهتمام بآراء شعوب البلاد الأخرى .. و في مجال عملنا كمحللين نفسيين، نطلق على هؤلاء الذين يفتقدون التواصل و التعاطف مع الآخرين ( النرجسيون )"، و هويعني مرضى عشق الذات المرضي . و هو يضيف أن الأمريكيين يظهرون نوعا من النرجسية الاجتماعية . و في السنوات الأخيرة، توصّل علم التحليل النفسي، إلى أن النرجسية تكون مصحوبة بمشاعر متغلغلة ـ و إن لم يتم الاعتراف بها ـ تتراوح بين الخوف و الخجل و العدوانية


الخوف و انعدام الأمان


و يرتبط برؤية إحساس الأمريكيين بالتفوّق، و الذي يتضمّن عناصر من عشق الذات، يمكنا أن نستطرد فنقول أن ّهم يعانون من إحساس مسيطر بعدم الأمان و الخوف . و يستطرد سولدز من هذا إلى أحداث 11سبتمبر، فيقول أنها كانت صدمة باعتبار أن الأرض الأمريكية كانت دائما بعيدة عن الحروب . فالحروب كانت بالنسبة للشعب الأمريكي، أمور تحدث على أرض شعوب أخرى، و أن الغزو أمر نقوم به نحن تجاه الآخرين، كما كان الحال مع بنما، و جرينادا، و هاييتي، و العراق، بالنسبة للسنوات الأخيرة
و بينما كانت هناك دائما درجة من الإرهاب المحلّي، معظم البيض من هذه البلاد لم يشعروا بالخوف إزائها، بشكل يومي . حتّى بالنسبة لصدمة تفجير أوكلاهوما سيتي، لم تغيّر هذا . و مع ذلك، فقد كان الأمريكيون يعانون من انعدام الشعور بالأمان و الخوف لزمن طويل . فبينما استطاعت قلّة أن تنجح ماليا في تسعينيات القرن الماضي، فقد واجه معظم العمال تقريبا ركود في الدخول، الدخول التي تصبح مهددة عندما يفقد الشخص وظيفته، أو تختفي حرفته . لقد أصبح ضمان الوظيفة من ذكريات الماضي.. يصوّر هذا أستاذ العلوم السياسية، حاكوب هاكر، فيقول أن عدم استقرار دخل الأسرة قد زاد بمقدار 500 في المائة، من عام 1972 إلى 1998 . و هذا يعني أن العائلة معرّضة حاليا لهبوط حاد في اقتصادياتها الشخصية، أكثر ممّا كان عليه الحال منذ 30 سنة مضت

يقول ستيفن سولدز : و هكذا، ما الذي يحدث عندما تعيش في أعظم أمّة على الأرض، و تشعر بتهديد فقدان الوظيفة، و الأمن، و مكانك في الأسرة ؟.. إحساس بعدم الكفاءة و الإهانة .. لهذا، عندما يعرض عليك عدو خارجي ( آخر ) تلومه، فليس غريبا أن يتمسّك العديدون بهذه الفرصة

الآخر هنا قد يكون الإرهاب الإسلامي، أو صدام حسين، أو البعث العلماني، أو دولة آيات الله في إيران .. إنّهم الأشرار، و حلفاء الشيطان، و بهذا يمكن أن نكون نحن الأخيار . يقول سولدز " نحن علماء التحليل النفسي، نطلق على هذا ( الإسقاط ). نحن نتخلّص من غضبنا، و نلقي ثقله على الآخر . و من ثم لا نشعر ـ واعين ـ بالتهديد الذي يسببه غضبنا، و يجرّه علينا، بعد تبرير كل ذلك بعدوانية الآخر


بوش .. و مسدساته الستّة


الخوف و القلق و الإحساس بالفشل، و الشعور بالخجل، كلّ هذا ينشّط نموذج الأب الصارم .. وجود عدو في الخارج يسعى إلى تدميرنا، ، يقود إلى إيمـان الناس بالحاجة إلى قيادة قوية، و إلى صـورة الأب الحكيم الذي يحمينا . و هكذا، قفز الرئيس بوش بملابس الميدان، ذلك الرئيس الذي يستطيع أن يسحب مسدساته الستة، و يصل إلى الأشرار " أحياء أم أموات " . و كما يقول المحلل توم انجلهارت : " الرئيس بوش يعتبر أستاذا في مضاعفة إحساس الشعب بالخوف وعدم الأمان، من أجل تنشيط ذلك النموذج للأب الصارم، على أساس أنه هو ذلك الأب الذي لا غني عنه بالطبع " . و هو يقول أن الشعب سيتمسّك بهذا المنقذ، حتّى عندما يثبت فشله، و لسان حاله يقول " علينا أن نتجاهل فضائحه في وسط الأزمة، حتى نحافظ على شعورنا بالأمن .. فرؤية القائد كشخص ضعيف، أو كاذب، أو متلاعب، سيقود فقط إلى الإحساس بالخطر
لا أريد أن أثقل على القارئ بالتفاصيل التقنية لأداء المحلل النفسي، في مواجهة الإسقاط، و بالتحديد ما يعرف باسم " التماهي الإسقاطي " . يكفينا هنا القول بأن النقد الاجتماعي و الاحتجاج، عندما يكونا ناجحين، يعملان كمرآة للمجتمع، يتيح للناس أن يروا، ثم يندمجوا بالتدريج، مع رغباتهم و دوافعهم التي ينكرونها . و يقول الأستاذ سولدز :و هذا يساعد على تفسير النجاح الملحوظ لاحتجاج

و الاعتراض في بعض الأحيان، و قدرة اللاعنف في بعض الأحيان علىتغييرالإمبراطوريات
في هذه الحالة، يسعى الداعمون للوضع القائم إلى تصوير النقاد الاجتماعيين، و المحتجّين، باعتبارهم ( الآخرين ) . لقد شهد النائب العام أسكروفت، أمام لجنة مجلس الشيوخ، في 6 ديسمبر 2001، قائلا : وإلى أولئك الذين يخيفون الشعب المحب للسلام، بأشباح فقدان حرّيته، رسالتي إليهم هي : تكتيكاتكم تساعد الإرهابيين فقط، لأنها تخرّب وحدتنا الوطنية، و تضعف من عزمنا . إنّها توفّر ذخيرة لأعداء أمريكا، و تجمّد حركة أصدقاء أمريكا .. إنّهم يشجّعون أصحاب النوايا الطيبة على الصمت في مواجهة الشيطان


يختم ستيفن سولدز دراسته فيقول


( 1 ) الذي أقترحه هو أنه من خلال القول و الفعل، يمكن لأصحاب النوايا الحسنة، أن يساعدوا المجتمع على رؤية صورته بوضوح أكبر، و على أن يتقبّل المجتمع انحرافاته ويسعى إلى التخلّص منها .
( 2 ) و يكون في نفس الوقت أكثر قبولا لأماني و اهتمامات الآخرين . هذا هو الذي يمكن أن ينشّط نموذج الأسرة الراعية .. في مقابل نموذج الأب الصارم

( 3 ) أمّا البديل الآخر لمجتمعنا، فهو أن يواصل ـ في محاولاته غير الناجحة ـ محاولة استئصال الشيطان، و هي المحاولة التي كان مصيرها أن تفشل دائما، ذلك الفشل مرتفع الثمن بالنسبة للذات و للآخرين
( 4 ) علينا أن نتعلّم كيف ننجح في القيام بدور المرآة، بشكل أكثر كفاءة، إذا ما أردنا

أن يكون لدينا مجتمعا إنسانيا، نسلّمه إلى أولادنا


و إلى الرسال التالية، لنرى مخاوف العودة إلى عصر ماكارثي

الاثنين، أكتوبر ٠١، ٢٠٠٧

لعبة الطفولة ..تفجير الضفادع


الحالة العقلية و النفسية للرئيس بوش

نأتي أخيرا إلى مسألة جادة، رغم تكرار ورودها في مجال السخرية من دوبيا، في وسائل الإعلام الحرّة في أمريكا .. مسألة حقيقة الصحة العقلية و النفسية للرئيس بوش ! .. بالمناسبة : بوش لم يدفع المحامين التابعين للحزب الجمهوري لإقامة دعاوى بالتغريم و السجن على من تحدثوا في وسائل الإعلام المختلفة عن حالته العقلية ..ربما يعتبر هذا الموقف مؤشرا على حالته العقلية، قياسا على الآخرين
تيريزا هامتون، المحررة في كابيتول هيل بلو، كتبت تقول أن الرئيس بوش يتعاطى أدوية قوية مضادة للاكتئاب، في محاولة للتحكّم في سلوكه المهتـزّ، و الإحساس المرضي بالاضطهـاد، و عن هذا قالت " الدواء الذي كتبه للرئيس بوش كولونيل ريتشارد تب، طبيب البيت الأبسض، يمكن أن يضعف قدرته على الاستجابة للأزمات .." . و هذا هو ما يردده أيضا ـ فيما بينهم ـ مسـاعدو الرئيس، و يقول أحدهم : إنّه سلاح ذو حدّين .. فنحن لا نريده أن يفقد أعصابه لأبسط استفزاز، لكننا في نفس الوقت نحتاج إلى رئيس متيقّظ عقليا
وصف طبيب البيت الأبيض ذلك الدواء، في الثامن من يوليو الماضي، عندما اندفع بوش خارجا من المسرح الذي كان يتحدّث فيه إلى بعض رجال الإعلام، رافضا الإجابة عن سؤال وجّه إليه منهم، حول علاقته بمدير إنرون المتّهم كينيث لاي .. اندفع إلى كواليس المسرح، صائحا بصوت مرتفع سمعه بعض من كانوا في المسرح، و موجّها الحديث إلى للطاقم العامل معه : ابعدوا عنّي هؤلاء ( لفظ بذيء يعاقب عليه القانون عن الذي يزني بوالدته ! )..إذا لم يكن هذا بإمكانكم، سأجد من يستطيع
لقد حاول أنصار بوش و العاملون معه تكذيب هذه الحقائق، باعتبارها دعاية انتخابية مضادة، غير أن ما ورد في كتاب الطبيب النفسي دكتور جاستين فرانك، بجامعة واشنطون " في داخل عقل الرئيس " يؤكّد ما يورده المعلقون من حقائق . لقد شخّص بوش باعتباره يعاني من " الإحساس المرضي بالاضطهاد و العظمة " في نفس الوقت !، كما يصفه بأنّه " مدمن خمور لم يستكمل علاجه " ، و أيضا " مع تاريخ طويل من السادية، منذ نزوات الطفولة الغريبة، و إهاناته المتكررة للصحفيين، و ما يبديه من ارتياح خبيث لعمليات الإعدام

لعبة تفجير الضفادع


تقول ميريام مييدزيان، من جريدة بلتيمور سن :..و هكذا، عندما كان صبيا صغيرا، كان جورج دبليو بوش يستمتع بوضع صواريخ الأطفال في أفواه الضفادع، و إشعالها، ثم قذفها في الهـواء، مستمتعا بمراقبته الضفادع و هي تنفجر في الهواء
كما يقول ميك يوثر، من جامعة إلينويز الجنوبية في نيويورك تايمز: كنت أتخيّل جورج دبليو بوش يكتفي كصبي صغير خبيث، بأن يستمتع بنزع سيقان حشرة فرس النبي، لكني كنت مخطئا ..فجورج الصغير كان يفضّل حشر الصواريخ اللعبة في أفواه الضفادع، و يتفرّج عليها و هي تنفجر
مجموعة مرموقة من المعالجين النفسيين، و الأساتذة في عدة جامعات أمريكية، مثل جيمس جروتشين و إرفين يالوم، أبدوا قلقهم بالنسبة للحكمة من إعطاء أدوية قوية مضادة للاكتئاب، لشخص صاحب تاريخ في الاعتماد على العقاقير الكيميائية فالرئيس بو مدمن خمور سابق، لم يستكمل علاجه من الإدمان، بالإضافة إلى ما يحكى عن استخدامه الكوكايين في شبابه .. الأمر الذي لاحقه في حملته الانتخابية كحاكم لتكساس، ثم في حملته السابقة للرئاسة
أصحاب الاهتمام بما يدور في البيت الأبيض، يقولون أن الحالة الجسدية و العقلية لبوش أشبه بحالة رونالد ريجان في ولايته الثانية، عندما اضطر المساعدون إلى الكشف عن فجوات الذاكرة التي يبديها ريجان، و التي كانت مقدمة لإصابته بمرض الزاهايمر .. كما أن حالة بوش حاليا، تعيد إلى الذاكرة الأيام الأخيرة لريتشارد نيكسون، قبل تقديمه لاستقالته، عندما كان يتجوّل في قاعات البيت
الأبيض، يتحدّث إلى لوحات الرؤساء السابقين

بين الإنجيل، و الألفاظ البذيئة
يؤكّد هذا المعنى، ما كتبه دوج تومسون في كابيتول هيل بلو، في شهر يونيو 2005، قائلا أن تصاعد السلوك الشاذ، والتذبذب العريض في المزاج، جعل ردهات الجناح الغربي من البيت الأبيض في الآونة الأخيرة، تطنّ بهمسات مساعدي الرئيس، و هم يعبّرون عن اهتمام متزايد بالحالة العقلية لرئيسهم .. و من بين ما يقوله، أنّه في اجتماع مع كبار المسئولين، يقفز الرئيس ـ في نفس واحد ـ من اقتباسات الإنجيل، إلى سيل من الألفاظ البذيئة عن الإعلاميين، و الديموقراطيين، و إلى الكثيرين الذين يصفهم بأنّهم .. أعداء الدولة
مساعدو الرئيس في البيت الأبيض، يعلنون قلقهم، و يرسمون صورة رجل يقف عند الحافّة .. يبدي حذرا متزايدا تجاه جميع الذين يخالفونه الرأي، و يبدي ارتيابا مرضيا تجاه الجمهور الذي لم يعد يثق في سياساته في العراق، و داخليا . عن هذا يقول أحد المستشارين في الحزب الجمهوري، و صاحب اتصالات قديمة بالبيت الأبيض : هذا يذكّرني بأيام نيكسون .. كلّ شخص عدو، و كل شخص يسعى للانقضاض عليه .. هذا هو المزاج السائد هنا هذه الأيام
كما يقول أحد مساعدي الرئيس بوش " نحن في حالة حرب، ليس هناك شكّ في ذلك ..لكن الذي لم أعد أعرفه : من هو العدو ؟ .. إننا نمضي وقتا أطول في هدم جون كيري، ممّا نمضيه في حربنا مع القاعدة ..علما بأن قائمة أعدائنا تنمو و تتزايد
و يقول مساعد آخر من مساعدي الرئيس بوش في البيت الأبيض، بعد اعترافه بأنّه ينهمك هذه الأيام في البحث عن عمل آخر يهرب إليه : المزاج العام عندنا، أننا جميعا تحت المراقبة، بلا أدنى شك ..لن تحتاج ـ بالنسبة لهذه الإدارة ـ أن تضع عمامة، أو تتحدّث الفارسية، لكي تصبح عدوا للولايات المتحدة الأمريكية ..يكفي جدا في هذا المقام أن تبدي عدم موفقتك على ما يقوله الرئيس أمّا أستاذ العلوم السياسية و الكاتب المعروف بوب فيتراكس، فقد كتب يقول أن الرئيس بوش قال للمبشّر البروتستانتي الذي يعمل في تكساس :
أشعر أن الله يريدني أن أرشّح نفسي للرئاسة .. لا
أستطيع أن أفسّر ذلك، لكني أشعر أن بلادي ستحتاجني .. سيحدث شيئا ما .. أعلم أن هذا لن يكون سهلا على شخصي، أو على أسرتي، لكن الله يريدني أن أفعل ذلك
يعلّق فيتراكس على هذا قائلا " متى كان آخر مرّة حكم دولة غربية قائدا تسيطر عليه هذه الأفكار ؟ وهو يشير هنا إلى عبارة : (إن الله معنا ) .. إذا أجبت إنه أدولف هتلر، و ألمانيا النازية، فأنت مصيب .. كلأّ من بوش و هتلر يؤمن أن الله قد اختاره لقيادة بلده . لقد أعلن هتلر بجرأة، قبل أن يشرع في تنفيذ خطته للحرب الوقائية ضد أوروبا كلّها : أريد أن أشكر العناية الإلهية، لاختياري من بين جميع البشر، فسمح لي بشن هذه الحرب من أجل ألمانيا
سنصدّر الموت إلى أركان الدنيا
ميك يوثر، الذي أورد قصص انحراف بوش الطفل، في واقعة تفجير الصفادع، يقول أنّه ليس من الضروري أن يقلق بوش من ماضيه، و ما حدث في ذلك الماضي، لأنّه ببساطة ـ و على حد قوله ـ قد ولد من جديد .." . و يستطرد يوثر قائلا " لم يقتصر الأمر على نسيان خطاياه، ذلك لأن بوش قد بورك بنعمة نشر رسالة مخلّصة، للسلام و الأخوّة حول العالم .. ثم يورد يوثر نصّ أقوال بوش في مناسبات عدّة، بعد أن تلبّسته و استحوذت عليه هذه الحالة الغريبة . و من ذلك ما جاء في حديث له مع جريدة هاآرتز الإسرائيلية، و نشرته عنها الواشنطون بوست، في يونيو 2003 : الله قال لي اضرب القاعدة، فضربتهم ..ثم أمرني بأن أضرب صدّام، و هو الذي قمت به .. و الآن أنا مصمم على حلّ مشكلة الشرق الأوسط .. إذا ساعدتموني سأتصرّف، و إذا لم تساعدوني ستحلّ الانتخابات، و سيكون عليّ أن أركّز عليها
و نقل بوب وودوورد في كتابه ( بوش في الحرب ) عن بوش قوله : سنصدّر الموت و العنف إلى أركان الدنيا الأربعة، دفاعا عن هذا البلد العظيم، لكي نتخلّص من عالم الشر
في يوليو 2003، كتب عن هذا كريس فلويد، في كونتر بنش " لا شيء ممّا يفعله بوش يمكن مهاجمته على أساس أخلاقي، مهما بدا شريرا، لأن جميع تحركاته تجري بتوجيه من الله . بإمكانه أن يلوي الحقائق، و يقهر الفقراء، و يمجد الأغنياء، و يفسد الأرض، و يتجاهل القانون .. و يقتل الأطفال دون تردد، و لا للحظة شكّ قصيرة، أو محاولة تأمل، لأنّه يؤمن حقّا أن الله يربض في جمجمته، و يلقّنه ما يجب عليه أن يفعله
و دعونا نختم هذا الفصل بدرّة من درر أقوال جورج دبليو بوش التي تلخّص حالته العقلية ، فهو صاحب هذا التصريح العجيب
أنا أعرف ما أومـن به .. و سأستمرّ في طرح ما أومـن به ..و أنا أومـن بأن ما أومـن به صحيح
هذا عن الرئيس الأمريكي
فماذا عن الشعب الأمريكي؟