منتدى مستقبل أمريكا
لماذا لا ؟
نعم .. منتدى لمستقبل أمريكا .. لماذا لا ؟، ألم تفرض علينا أمريكا طوفانا من المنتديات و المؤتمرات، في محاولة لرسم واقع جديد يخدم مصالحها، تحت شعار الإصلاح السياسي ؟ ..
المسألة ليست مزحة، أو " قافية " منتديات . كما أن نيتنا في تقديم النصائح لأمريكا، أمينة و صادقة، و ليست كمناورتها، فنحن نحبّ الشعب الأمريكي، و نشفق عليه من الهوّة التي تسوقه إليها قياداته السياسية و الفكرية .. لكن، هذا التزيّد من جانبنا، لا يعني بأي حال من الأحوال، أن أحوالنا في العلم العربي، و في مصر بالتحديد،لا تحتاج إلى عمليات إعادة بناء شاملة، وفق رؤية مستقبلية، تستند إلى تقييم أمين للواقع الحالي، و إلى إدراك لطبيعة الحياة التي يمضي إليها البشر وفقا لمتطلبات مجتمع المعلومات و المعرفة..و لكن، هذه قصّة أخرى، مجالها موقع "مستقبليات".
سنرى معا، فيما يلي من حديث كيف قادت مصالح كبار الأثرياء إلى مضي أمريكا في طريق:
· الديموقراطية الخطأ
· القوّة الخطأ
· الطاقة الخطأ
و سنكتشف عمق إصابة الحياة الأمريكية بداء ( الشيزوفرينيا ) أو انفصام الشخصية
أولا : الديموقراطية الخطأ
أمر غريب ! .. رغم أن الإدارة الأمريكية لا تملّ إسداء النصائح الديموقراطية لدول العالم فأوّل بند في "منتدى مستقبل أمريكا" سيكون إقامة نظام ديموقراطي حقيقي في الولايات المتحدة الأمريكية .. فالواقع يقول أنها لا تعرف الديموقراطية، و أن ما تمارسه ـ بكل الضجة و الإنفاق و التزوير ـ لا يمكن اعتباره السبيل إلى الديموقراطية، أو يدخل ضمن أشكال ديموقراطيات التمثيل النيابي التي ابتدعها عصر الصناعة، و بداهة لا يمت بصلة لأشكال الممارسة الديموقراطية التي تنسجم مع متطلبات مجتمع المعلومات، مثل ديموقراطية المشاركة، أو الديموقراطية التوقّعية .
النظام السياسي للولايات المتحدة ليس ديموقراطية نيابية ـ كما يظن الجميع ـ بل "بلوتوقراطية "، أي ديموقراطية كبار الأثرياء . و قاموس الديموقراطية يقول " البلوتوقراطية تعني نظام حكومي، يكون فيه الثراء هو الأساس الرئيسي للسلطة، و الكلمة مشتقّة من كلمة ( بلوتاس ) الإغريقية و التي تعني الثروة " .
روبرت روثنبيرجر، صاحب كتاب (ما بعد البلوتوقـراطية – ديموقراطية حقيقـية لأمريكا ) يقول " معظم الأمراض الأمريكية العديدة، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، مصدرها و عامل تعميقها.. أنّها دولة بلوتوقراطية تحكمها القلّة الثرية، التي تمارس سيطرة دائمة على القوّة و الثروة."، إلى أن يقول أن الخدمة الكبرى التي قدّمها الشكل التمثيلي للأغنياء، هي أنهم في الوقت الذي يرفضون فيه الديموقراطية، يبدون كديموقراطيين ! . . أمّا الكثرة أو الأغلبية المستبعدة فهي منقسمة على نفسها بآلاف الطرق، تستجدي الحكومة الصمّاء أن تدخل احتياجاتهم و اهتماماتهم في حساباتها : حقوق الأقلية، و حقوق المرأة، أمانة المؤسسات و الشركات، أخلاقيات الإعلام، حماية البيئة، و توازن حقيقي بين المصالح .. و هو يركّز في كتابه على خلق مواطنة حقيقية، تضم مواطنين يمارسون الديموقراطية الحقيقية .
خطورة هذا الوضع تكمن في سيطرة كبار الأثرياء على كل شيء . هم الذين يموّلون معظـم أو أهم من يتقدمون لعضوية المجالس النيابية، و هم الذين يموّلون أطراف حملة الرئاسة الأمريكية من الجمهوريين أو الديموقراطيين على السواء، لكي يتاح لهم أن يستردوا مئات و آلاف أضعاف ما أنفقوه، بموافقة الرئاسة و الكونجرس، على شكل مشاريع، و تخصيصات في الميزانية يستفيد منها نشاطهم .
و في هذا يقول المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي وسط حملة انتخابات الرئاسة الأخيرة : لا تفعل الحملة الرئاسية للولايات المتحدة سوى أن تشير إلى العجز الديموقراطي الحاد في أقوى دول العالم . فبإمكان الأمريكيين أن يختاروا بين اثنين من أعضاء أكبر حزبين، ولدا في أحضان الثروة و السلطة و السياسة، و درسا في نفس جامعة النخبة الأمريكية، و انضما إلى نفس المجتمع السرّي الذي يفرض على أعضائه أسلوب و وسائل الحكم . و هما يستطيعان الدخول إلى هذه المنافسة بفضل تمويل كلّ منهما على يد نفس قوى المؤسسات الاقتصادية .. إن السخرية التي لا مفرّ منها، هي أن الولايات المتحدة التي طالما انهمكت ( في الدعوة لبناء الديموقراطية ) في أنحاء العالم، أصبحت في أشد الاحتياج إلى أن تسعى إلى إعادة إحياء الديموقراطية داخلها
النظام السياسي للولايات المتحدة ليس ديموقراطية نيابية ـ كما يظن الجميع ـ بل "بلوتوقراطية "، أي ديموقراطية كبار الأثرياء . و قاموس الديموقراطية يقول " البلوتوقراطية تعني نظام حكومي، يكون فيه الثراء هو الأساس الرئيسي للسلطة، و الكلمة مشتقّة من كلمة ( بلوتاس ) الإغريقية و التي تعني الثروة " .
روبرت روثنبيرجر، صاحب كتاب (ما بعد البلوتوقـراطية – ديموقراطية حقيقـية لأمريكا ) يقول " معظم الأمراض الأمريكية العديدة، السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، مصدرها و عامل تعميقها.. أنّها دولة بلوتوقراطية تحكمها القلّة الثرية، التي تمارس سيطرة دائمة على القوّة و الثروة."، إلى أن يقول أن الخدمة الكبرى التي قدّمها الشكل التمثيلي للأغنياء، هي أنهم في الوقت الذي يرفضون فيه الديموقراطية، يبدون كديموقراطيين ! . . أمّا الكثرة أو الأغلبية المستبعدة فهي منقسمة على نفسها بآلاف الطرق، تستجدي الحكومة الصمّاء أن تدخل احتياجاتهم و اهتماماتهم في حساباتها : حقوق الأقلية، و حقوق المرأة، أمانة المؤسسات و الشركات، أخلاقيات الإعلام، حماية البيئة، و توازن حقيقي بين المصالح .. و هو يركّز في كتابه على خلق مواطنة حقيقية، تضم مواطنين يمارسون الديموقراطية الحقيقية .
خطورة هذا الوضع تكمن في سيطرة كبار الأثرياء على كل شيء . هم الذين يموّلون معظـم أو أهم من يتقدمون لعضوية المجالس النيابية، و هم الذين يموّلون أطراف حملة الرئاسة الأمريكية من الجمهوريين أو الديموقراطيين على السواء، لكي يتاح لهم أن يستردوا مئات و آلاف أضعاف ما أنفقوه، بموافقة الرئاسة و الكونجرس، على شكل مشاريع، و تخصيصات في الميزانية يستفيد منها نشاطهم .
و في هذا يقول المفكّر الأمريكي نعوم تشومسكي وسط حملة انتخابات الرئاسة الأخيرة : لا تفعل الحملة الرئاسية للولايات المتحدة سوى أن تشير إلى العجز الديموقراطي الحاد في أقوى دول العالم . فبإمكان الأمريكيين أن يختاروا بين اثنين من أعضاء أكبر حزبين، ولدا في أحضان الثروة و السلطة و السياسة، و درسا في نفس جامعة النخبة الأمريكية، و انضما إلى نفس المجتمع السرّي الذي يفرض على أعضائه أسلوب و وسائل الحكم . و هما يستطيعان الدخول إلى هذه المنافسة بفضل تمويل كلّ منهما على يد نفس قوى المؤسسات الاقتصادية .. إن السخرية التي لا مفرّ منها، هي أن الولايات المتحدة التي طالما انهمكت ( في الدعوة لبناء الديموقراطية ) في أنحاء العالم، أصبحت في أشد الاحتياج إلى أن تسعى إلى إعادة إحياء الديموقراطية داخلها
البحث عن عدو
ميزانيات الدفاع الضخمة التي وصلت إلى 344 بليون دولار ( بليون أي مليار أو ألف مليون )، جعلت الكاتب بن كوهين، يقول في الإنترنيت ـ ساخرا ـ تحت عنوان " مطلوب عدو يبرر 344 بليون دولار كميزانية حرب ! " .. لماذا يحتاج البنتاجون هذه الميزانية، التي تبلغ ثلاثة أضعاف مجموع ميزانيات الحرب في روسيا و الصين، و أعداء أمريكا المحتملين ( كوبا، إيران، العراق، ليبيا، كوريا الشمالية، السودان، و سوريا ) ؟ .. و لماذا تريد الحكومة الفيدرالية أن تنفق 344 بليون دولار على البنتاجون، بينما هي تنفق حاليا ما لا يتجاوز 42 بليون دولار على التعليم، و 26 بليون دولار على المساكن، و بليون واحد على بناء المدارس ؟ . و يواصل قائلا .. في بلدنا، أغنى دولة في العالم :
أولا : يتعلّم 14 مليون طفل في مدارس تحتاج بشدّة إلى تجديد و إحلال .
ثانيا : في اختبار عالمي احتلّ تلاميذ الصف الثامن المكانة 18 في الحساب، و 19 في العلوم، وهو دون مستوى سلوفينيا، و سنغافورة، و المجر، و غيرهم .
ثالثا : معدّل فقر الأطفال يزيد عن 15 %، ممّا يعني أن طفل من كل ستة أطفال يعيش حياة فقر .
رابعا : أكثر من 40 مليون أمريكي، بما في ذلك حوالي 10 ملايين طفل، لا يتمتّعون بأي تأمين صحي
أعلى نسبة مساجين
و من ناحية أخرى، يقول مايكل تونري، أستاذ القانون المرموق، في كتابه (التفكير في الجريمة)، أن الولايات المتحدة فيها أعلى نسبة من مواطنيها في السجون، بالنسبة لأي دولة على الأرض، ومعدّل الموقوفين و المسجونين أعلى من نظيره في الدول الأوربية بما يصل إلى 12 مرّة . و يقول الأستاذ تونري أنه خلال العقـود الثلاثة الماضية، زاد عدد الأمريكيين في السجون بنسبة700%. لقد تجاوز معدّل الزيادة في المسجونين معدّل الزيادة في السكان بمراحل .
و هو يضيف : نظام عدالة المجرمين في الولايات المتحدة يفتقد العدالة و النظرة المسئولة . إنه فقط يخدم طموح الإدّعاء .. إن العدالة في مجال الجريمة بأمريكا تعمل كما كان يحدث في عصر ستالين من عمليات اكتساح الطرقات، التي يصبح فيها المواطنون قليلي الحظ : أعداء الشعب لمجرّد اعتقالهم
اللعنة الأمريكية الجديدة
في مايو 2005، كتب بول كروجمان في ( النيويورك تايمز ) يقول : الناس الذين يديرون شئون أمريكا حاليا، ليسوا محافظين .. إنّهم أصوليون، الذين يريدون أن يمضوا بعيدا عن النظام الاقتصادي الذي لدينا، و الأزمة المالية التي يدبرونها، قد توفّر لهم المبررات التي يريدونها
إلى أن يضيف : في دولة و ثقافة تقع فريسة مثل هذه القلّة الضئيلة تموت الديموقراطية . التجربة الأمريكية العظيمة لن تنتهي بسبب عجز داخلي، و لكن عن طريق استراتيجية محبوكة جيدا أرسى أصولها ( المحافظون الجدد )، لكي يحل محل تلك التجربة شيء أشبه بإقطاع العصور الوسطى، إنّما جرت صياغته بمنطق عالم التكنولوجيا المتفوّقة
و تقول شادية دراري في مجلّة ( فري انكوايري ) أن المحافظين الجدد ينسجمون تماما مع وجهة النظر التي تقول أن البشرية أكثر شرّا من أن تطلق لها حرّيتها .. الكثير من البهجة و المسرات تعتبر خطيئة، و المعاناة أمر طيّب لأنّها تجعل الإنسان يصيح طالبا الخلاص من الله . و مع وجود المحافظون الجدد و دعاة الحقّ المسيحي في السلطة، فعلى الأمريكيين أن ينسوا البحث عن السعادة، و أن ينتظروا الحروب الدائمة، و الموت، و الكوارث
و إلى الرسالة التالية لنستعرض الخطأ الكبير الثاني الذي ترتكبه الرأسمالية .. نعني بذلك
القوّة الخطأ