الخميس، مارس ٠٦، ٢٠٠٨

أمريكا .. الأمل


منتدى مستقبل أمريكا

البترول .. أو الطاقة الخطأ

في الدراسة التي رسمت استراتيجية الولايات المتحدة العسكرية، و التي قامت بها مؤسسة (راند) التابعة للبنتاجون، تحت عنوان " مستقبل البيئة الآمنة في الشرق الأوسط "، جاء أن مصالح أمريكا الحيوية و الدائمة في الشرق الأوسط، أهمّها ستّ مصالح : كانت الأولى محاربة الإرهاب، و الثانية تخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، أمّا الثالثة فقد كانت تحقيق الاستقرار في إمدادات البترول و أسعاره .
لقد جاء البترول في المكانة الثالثة، قبل بند تحقيق الاستقرار للأنظمة الصديقة، و قبل بند ضمان أمن إسرائيل، لكي يأتي في ذيل القائمة بند تطوير الديموقراطية و حقوق الإنسان، مع توصية بالإقلال من ترديد شعار الديموقراطية إذا ما كان فيه إحراج للأنظمة الصديقة الحاكمة، و الحد من العلاقات مع قوي المعارضة التي تعمل ضد تلك الأنظمة
منذ ثلاثة عقود، تحدّثت في كتاب " العالم سنة 2000، مستقبل جديد للبشر " عن اتفاق بين المراقبين على أن الاعتماد على وقود الحفريات، من بترول و غاز و فحم، لا يمكن أن يمضي إلى الأبد بنفس المعدّل . ثم أوردت قول توفلر " لقد وصلنا إلى نهاية خط من خطوط التطوّر، و علينا أن نبدأ خطّا جديدا، فأسس الطاقة الخاصة بالموجة الثانية ( يقصد عصر الصناعة ) لم تعد مناسبة لنا .. نحن الآن لا نحتاج فقط إلى تدبير قدر معيّن من الطاقة، لكننا نحتاج إلى أن نصل إلى الطاقة بطرق مختلفة، في الأماكن المختلفة، و في أوقات مختلفة من اليوم والسنة .. نحتاج إليها لأغراض جديدة علينا، لم نكن نحلم بها .." .
و في كتابي " أفيقوا يرحمكم الله "، تحدثت عن العوامل التي قادت إلى الدخول في عصر المعلومات، و كان من بينها : استنزاف مخزون الأرض من وقود و خامات، و الوصول بتلويث البيئة إلى نقطة اللاعودة . ذلك لأنّه ما أن حلّ عصر الصناعة حتّى اندفع رجال الصناعة، الرأسماليون و الاشتراكيون، إلى ابتزاز الموارد الطبيعية على أوسع نطاق، و نفثوا السموم القاتلة في الغلاف الجوّي . المضحك أن الولايات المتحدة تعتبر من أكثر الدول تلويثا للغلاف الجوّي، و مع ذلك فالإدارة الأمريكية ترفض المساهمة مع دول العالم في خفض مخاطر هذا الوضع، بدعوى أن ذلك يضر بمصالح كبار الرأسماليين
كنت أعلم أن الانتقال من طاقة عصر الصناعة إلى طاقة عصر المعلومات، النظيفة المتجددة، لن يكون سهلا .. و قلت أنه سيشبه المخاض الصعب، الذي تتخلله الهزات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية .. لكنّي لم أكن أتوقّع من قيادات المجتمع الأمريكي هذا الموقف الرجعي الحاد في مسألة أساسية مثل طبيعة الطاقة التي تعتمد الحياة عليها، بينما يسود التقدّم المعرفي و التكنولوجي المعلوماتي مرافق الحياة الأمريكية .

فمن أين أتى سوء تقديري لمستقبل المجتمع الأمريكي ؟
جاء سوء التقدير من عدم اكتشاف المعنى الحقيقي لما تطلق عليه أمريكا باعتزاز : ديموقراطيتنا
لم أكن أدرك أن الشعب الأمريكي، و رياداته العاقلة الواعية، يقعون في أسر مجموعة من كبار الأثرياء، أثرياء السلاح و البترول و المقاولات و الدواء .. و هؤلاء ليس لهم سوى هدف واحد، هو مضاعفة ثرواتهم و لو على حساب حياة و صحّة الملايين .. و حتّى لو كانت مصالحهم و أطماعهم تقود الولايات المتحدة إلى أزمة كبرى مركّبة، اقتصادية اجتماعية سياسية، أي أزمة حضارية يمكن أن تفقدها كل ما حققته من إنجازات على مدى قرنين من الزمان
لقد كتبت من قبل عمّا يفعله أباطرة صناعة و تجارة السلاح من أجل مضاعفة أرباحهم، و افتعال أي حروب جديدة بين دول العالم بعضها البعض، أو بينها و بين أمريكا، أو بين أمريكا و عدو افتراضي قادم من الفضاء ! .. المهم أن تشتعل الحروب و أن ترصد الميزانيات لمزيد من الأسلحة . و هذا ـ في حقيقة الأمر ـ ينسحب في نفس الوقت على كبار أثرياء البترول ..و المثال الراهن الواضح هو شركة هاليبيرتون التي تكاثرت أصابع الاتهام الموجّهة إليها في السنوات الأخيرة

ديك تشيني ـ هاليبورتن

" لماذا كان ديك تشيني على ذلك التحمّس الشديد لغزو العراق ؟ . لماذا كرر الربط بين صدام حسين و القاعدة بعد 11 سبتمبر .. و لماذا لم يقتصر على القول بحيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل، بل تجاوز ذلك إلى القول بأنه يعلم شخصيا بالتحديد أين توجد ؟.."، هكذا يتساءل جون كول، قائلا أن ديك تشيني قد تسلّم مهام منصبه كنائب للرئيس الأمريكي منتويا شن الحرب على العراق، بأي شكل
كان ديك تشيني يتولّى منصب المدير العام التنفيذي لشركة هاليبيرتون في الفترة ما بين عامي 1995 و 2000 . و هاليبيرتون، مؤسسة تقوم بالعديد من الأشياء، و من بين ذلك ما يتصل بالطاقة و البترول و بالتعاقدات العسكرية . في عام 2001، فازت هاليبيرتون بعقد من وزارة الدفاع لتوريد " خدمات الطوارئ " إلى البنتاجون . لم يكن في العقد ما يريب، فقد جرت المناقصة بين خمسة منافسين، و كان سعر هاليبيرتون أقل الأسعار . لم يكن هناك ما هو غير شرعي أو غير قانوني في الصفقة .. لكن ذلك العقد قد يفسّر إصرار تشيني على حرب العراق .
فالعقد الخاص بتقديم " الخدمات الطارئة " إلى البنتاجون هو منجم ذهب كامن، تحت شرط واحد بالتحديد، هو قيام حالة حرب كبرى . و هكذا أصبح العقد مساويا بلايين الدولارات . و يتساءل الكاتب عن دوافع تشيني في تلك الصفقة، خاصّة أنه كان قد باع نصف أسهمه في هاليبيرتون عام 2000 مقابل 5 ملايين . و هو يرى أن " هاليبيرتون و بيكتيل و مجموعة صغيرة من مكونات الشـكات العاملة في مجال الصناعـات العسكرية تستفيد قطعا من الحرب، و تقوية و دعم هذا القطاع من الاقتصاد الأمريكي يعني تقوية و دعم اليمين السياسي الأمريكي " .
لكن وكالة رويتر قالت في إبريل 2004، على لسان ستيف هولاند، أن تشيني قد قبض 437,178 دولار خلال العام السابق من هاليبيرتون، شركة خدمات حقول البترول بتكساس . و هي الشركة التي كان يرأسها، و التي كسبت بليون دولار من عقود الحكومة في العراق

هل تجف منابع البترول ؟

الاعتماد على البترول، و عدم التخطيط للانتقال إلى أشكال جديدة من الطاقة النظيفة المتجددة، يتم في أمريكا لخدمة كبرى شركات البترول التي تتطابق مصالحها و سياساتها مع اليمين الأمريكي . و المحزن في الأمر أن الولايات المتحدة لها تأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي، بما يعيق محاولات في أوروبا و آسيا لتصحيح هذا المسار .
و هذا الموقف يعتبر نموذجا لانفصام الشخصية في المجتمع الأمريكي، حيث تقف المعلومات و المعرفة عاجزة في وجه القوّة الغاشمة لكبار الرأسماليين الأمريكيين . هذا الانفصام يقف وراء كل أشكال التخلّف الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية .
عقلاء أمريكا يرون عمق الهاوية التي تمضي إليها البلاد، و لا يستطيعون فعل شيء في مواجهة حماقات الإدارة الأمريكية، التي تستولي على إرادتها مجموعات الرجعية الجديدة، و دعاة الصهيونية المسيحية

ماذا يقول هؤلاء العقلاء ؟

يقولون أن رصيد الأرض من البترول و الغاز قد قارب النضوب .. و أن الكارثة لن تقع بعد عشرات السنين و لكنها ستحدث خلال العقد القادم ! . و من بين هؤلاء الذين يطلقون صرخات التحذير، ماثيو سيموندز مستشار إدارة بوش، و مجموعة دراسة الطاقة التي أشرف عليها تشيني، و مستشار العلاقات الخارجية، بالإضافة إلى كونه المدير العام التنفيذي لشركة سيمونز و شركاه العاملة في مجال الطاقة .
و ماذا يقول العقلاء أيضا ؟
تساءل الكاتب فريد كابلان : من هو أول سياسي يتحلّى بالشجاعة الكافية، ليقول علنا أن الولايات المتحدة هي قوة في طريق الهبوط، و أن على القيادات الأمريكية أن تسارع بمناقشة ما يجب فعله ؟ .. و هو يقول أن هذا التشخيص بالانحدار لم يأت من يساريين يتمنون اجتثاث الرأسمالية، و لكن من " مجلس المخابرات القومي "، و بالتحديد من " مركز التفكير الاستراتيجي "، داخل عالم المخابرات . و قد ظهر ذلك التقرير على موقع المخابرات المركزية الأمريكية تحت عنوان " رؤية لعام 2020 "

و المخابرات الأمريكية تفول

هل سينضب معين أمريكا من البترول بعد عقد و نصف ؟ .. و هل ستفقد أمريكا قوتّها الحالية التي تنفرد بها، بنفس التوقيت ؟ ..هذه ليست أحلام للشعوب التي تذوق الهوان على يد أمريكا , و جيوشها، و مخابراتها، و أجهزتها السرّية، في آسيا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية .. وكما أنها ليست أماني اليسـاريين المجروحين بانهيار الاتحاد السوفييتي، و تفكّك الكتلة الشرقية .. لكنها آراء جادة لخبراء اقتصاديين كبار في الولايات المتحدة، و دراسات لأجهزة المخابرات الأمريكية
لولا جشع كبار أثرياء البترول في الولايات المتحدة، و إصرارهم على استنزاف آخر قطرة نفط في أعماق الأرض، على حساب تطور العديد من الشعوب، و على حساب ما يلحق بالبيئة من تلوّث نتيجة الاعتماد على هذا النوع المتخلّف من الطاقة .. لولا ذلك، لكانت الولايات المتحدة قد تطوّرت في مجال الطاقة، بما يتوازن مع تقدّمها العلمي و التكنولوجي، و بما يتّفق مع ريادتها في اقتحام عصر المعلومات . لكن القرار الأخير ليس بيد عقلاء أمريكا، و ليس لحساب مستقبل شعبها، بل هو في يد أباطرة رأس المال الأمريكي، في مجالات السلاح و البترول و المقاولات ..
رغم تصاعد أصوات التحذير المنطلقة من العلماء و المفكّرين الأمريكيين، حول خطورة مواصلة الاعتماد على وقود الحفريات : نتيجة لتناقص رصيده و جفاف منابعه، و بسبب أن الصناعات الجديدة لمجتمع المعلومات لا تحتاج إلى مثل هذه الطاقة غير النظيفة، و تعتمد على قدر أقل بكثير من الطاقة، قياسا على الصناعات التي قام عليها المجتمع الصناعي .. رغم تلك التحذيرات، فقد تغلّبت أنانية المصالح قصيرة المدى، للحكّام الحقيقيين للولايات المتحدة، من أباطرة البترول، و أعاقت انتقال الولايات المتحدة للتنوّع من أشكال الطاقة الجديدة و المتجددة، و النظيفة في نفس الوقت

مستشار بوش و شيني

كان ماثيو سيمونز من بين كبار مستشاري إدارة بوش، و عمل كمستشار للهيئة التي شكّلها ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي عام 2001، المختصة بدراسة شئـون الطاقة، كما عمل كخبير في العلاقات الخارجية . و يعتبر سيمونز من كبار خبراء الاستثمارات المصرفية في الطاقة، وهو يعمل كمدير عام تنفيذي لشركة سيمونز و شركاه الدولية، متصرّفا في محفظة استثمارات تصل إلى ما يقرب من 65 بليون دولار . و قد عمل سابقا كأستاذ في كلية هارفارد .
و قد اشتهر سيمونز بأمرين متناقضين : أنه من أشـد المتحمسين المساندين للرئيس بوش و لسياساته، لكنّه الشخص الوحيد من داخل تلك الإدارة الذي تكلّم بصراحة عن نضوب موارد البترول
في مايو 2003، تحدّث سيمونز من مكتبه في هيوستون، خلال مؤتمر تلفزيوني عن طريق الأقمارالصناعية، إلى أعضاء المؤتمر العالمي الثاني لدراسة أوضاع تدفّق البترول . و كانت ملاحظاته تكشف الكثير من خفايا الوضع، و كيف أن إدارة بوش كانت تعلم عن أوضاع رصيد البترول المتناقص، قبل أن تصل إلى الحكم .. كما كان حديثه كاشفا عن العواقب الوخيمة الناتجة عن تناقص الغاز الطبيعي الشديد في شمال أمريكا، ممّا دفع الكاتب ستيف أندروز إلى نقل أهم فقرات ذلك الحديث، ثم مناقشة سيمونز حول آرائه المثيرة حول الأزمة القريبة

نشكر الله على الشرق الأوسط

ماذا يقول سيمونز ؟، يقول أن منابع البترول خارج الأوبك، و خارج روسيا، إما أن تكون قد جفّت، أو هي بصدد أن تجفّ . على المخططين الجادين في مجال الطاقة أن يعترفوا بأن إمدادات البترول من خارج الأوبك قد أوشكت على الانتهاء .. لكننا نشكر الله على الشرق الأوسط . فالشرق الأوسط هو السبيل الوحيد لتعويض التناقص في كل مكان : طاقة الشرق الأوسط هي الأرض الموعودة .. إذا كانت كل الطرق تقود إلى روما، فبالنسبة للنفط و الغاز روما هي الشرق الأوسط
و يواصل سيمونز قائلا أن مخزون الشرق الأوسط ما زال قائما، و هو ما زال الأرخص في استخراجه، و هو ما زال يحفـل بإمكانات الاستكشافات الجديدة .. لكنه يعود فيتسـاءل " و لكن هل نحن متأكّدون من هذا ؟ " . ثم يجيب بنفسه قائلا أن بترول و غاز الشرق الأوسط لا ينتشر في أنحاء الشرق الأوسط، و لكنه محصور في المثلث الذهبي .. وفي شرح المثلث الذهبي يقول " إذا بدأت من كركوك في الشمال، ثم و مددت خطا إلى أسفل، عبر حقول البترول الكبيرة في إيران، ثم واصلت التوجّه إلى الجنوب على بعد 600 أو 700 ميل لتصل الحقول الكبرى للإمارات العربية، ثم صعدت إلى أعلى 800 ميل حيث كركوك " .
و عن البترول السعودي، يقول سيمونز أن السعودية ظنّت أنها قد توصّلت إلى اكتشافات بترولية عظيمة عام 1989 . و لكن عندما وصلنا إلى عام 2003، اكتشفنا أن أحد الحقول، مع خمسة حقول تابعة، احتاجت إلى أن يتم ضخّ الغاز فيها للحصول على 200 ألف برميل في اليوم .
و هو يستطرد قائلا " لم تحدث في المملكة العربية السعودية اكتشافات بترولية كبرى منذ أواخر الستينات، و معظم البترول السعودي يأتي من حقول آبار عتيقة جدا، تعد على الأصابع . و جميع الحقول تقريبا بها ضغط ماء مرتفع متصاعد .. غوار،أكبر حقول البترول في العالم يجري حقنه يوميا بسبعة ملايين برميل من مياه البحر، لرفع ضغط المخزون من النفط .." . و هو يقول أن السعودية العربية ربّما لم تعد بعد من بين منتجي البترول قليل التكلفة
و هو يقول أن معظم العلماء الجادون يبدون قلقهم من أن العالم سيفتقد إمداداته من البترول . غير أن معظمهم يعتقد أن ذلك اليوم ما زال يبعد عنّا بسنوات . . " لكن تحليلي للوضع يفيد أن نضوب البترول أصبح قريبا.. و ليس على بعد سنوات عديدة

نمو الصين و الهند

و نفس التقدير نجده عند موريس بيسكلوس الكاتب الاقتصادي العالمي، الذي يقول " وسط النقاش الدائر حول العلاقة بين الإمدادات و الطلب في البترول، و الذي تصاعد إلى مستويات عليا، يحذّر تقرير جديد من أن العالم يمكن أن يواجه كارثة نقص فيه قبل نهاية العقد القادم .." . و إذا كان الذين يطرحون هذه الرؤية يعتبرون أقلية حاليا، فإنها تصبح أكثر شعبية مع مواجهة البترول مصاعب متزايدة في الوفاء بالطلب عليه، مع استمرار تزايد سعره . و هو يستند إلى رأي جماعة خبرة في شئون الطاقة، يعكس مخاوفها من أن استمرار النسبة الحالية بين الإنتاج و الطلب يمكن أن تقود إلى معركة نهائية كبرى في عالم الطاقة .
و هو يستطرد قائلا أن أزمة البترول على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ضاعف من أثرها الضغوط الجديدة الإضافية من الاقتصاديات المتنامية للصين، و الهند، و غيرهما من الدول . و يقول : وفقا لآخر البيانات القادمة من وكالة الطاقة الدولية في باريس، أن الطلب العالمي يمكن أن ينمو بنسبة 18,3 %، أي إلى 16,82 بليون برميل يوميا . كما تفيد الدراسات أن بترول الدول غير الداخلة في الأوبك، و الذي يشكّل الثلثين بالنسبة لإجمالي إنتاج البترول العالمي، قد أصبح في وضع راكد نسبيا، مع هبوط الإنتاج فيه بشكل متواصل، قبل نهاية هذا العقد

حتّى الأوبك تبدو عاجزة

و هو يقول أنه حتّى الأوبك، التي تتربّع على أكبر مخزونات نفط في العالم، لن تكون قادرة على الوفاء بالاحتياج العالمي، الذي من المتوقّع أن يتسارع بنسبة 4,2 % سنويا . و يستطرد بيسكلوس قائلا " دول الخليج، مثل العربية السعودية و إيران و العراق و الكويت و الإمارات المتحدة، و التي تصنع قلب الأوبك، قد تخلّفت في مجال تكنولوجيات استخراج البترول . و حتّى لو كان مخزونها ما زال موجودا، فإنه يحتاج إلى استثمارات هائلة لتطوير قدرات الاستخراج إلى الحد الاقتصادي .." . و نتيجة لخوف مؤسسات البترول العالمية من التقلّب الذي اتّسمت به دورات البترول السابقة، فإنها تحجم عن رصد أموالها السائلة في استكشاف ما يمكن أن يكون قد بقي من بترول في مخازنه الأرضية . و أحد الأسباب المنطقية لهذا التردد، هو أن ذلك المخزون من البترول يوجد في مستويات أعمق ، مما يجعل تكلفة استخراجه غير اقتصادية

* * *

نتيجة لاعتماد أمريكا على القوّة الخطأ، و الطاقة الخطأ، في الوقت الخطأ، هل يمكن أن يضعف هذا من مستوى قوّتها التي تعمّق لدى قيادتها وهم القدرة على التحكّم في العالم ؟ .. دعونا نرى لماذا تعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن سيطرة أمريكا العالمية يمكن أن تنقضي خلال 15 سنة