لعبة معاداة أوروبا
لتغطية فشل الإدارة الأمريكية
لتغطية فشل الإدارة الأمريكية
لقد سعى كراوتهامر و آخرون من دعاة الحرب ـ و من أشهرهم روبرت كاجان ـ إلى جعل معاداة أوروبا نوع من الألعاب الرياضية !، هكذا يقول داني بوستيل، و يزعمون أن شكوك أوروبا حول العراق، هو تحوّل في الإدراك، أشبه ما يكون بتحركات القشرة الأرضية، و تؤشّر إلى صدع في العلاقات عبر الأطلنطية، له دلالته الخطيرة .
و هنا، لا يستبعد فوكوياما هذا المنطق نهائيا، لكنه يشير إلى نوع من الخداع و خفّة اليد في إقحام هذه المسألة في النقاش حول سلامة الحرب العراقية . و يقول أن كراوتهامر، لو كان قد حاول عوضا عن توجيه الاتهامات و الإهانات إلى أوروبا، أن " يستمع بعناية إلى ما يقوله فعلا بعض الأوروبيين ( و هو أمر لا يجيده الأمريكيون هذه الأيام )، لكان قد اكتشـف أن الكثير من اعتراضاتهم على الحرب لم تكن معيارية، ذات علاقة بالموضوعات الإجرائية و الأمم المتحدة، بل كانت عقلانية، تتصل بالحكمة الكلّية من غزو العراق .." .
في وجه محاولات كراوتهامر للتغطية على أخطاء الإدارة الأمريكية و جورج بوش و رفاقه، على العكس من ذلك يدعو فوكوياما أمريكا إلى التصدّي لهذه الأخطاء وجها لوجه، مع التأكّد أنّها " خلقت لنا مشكلة شرعية كبرى .. مشكلة يمكن أن تهدد مصالح أمريكا، لزمن طويل قادم .." .
و يضيف فوكوياما أن اهتمامنا بهذا الأمر، ليس فقط من أجل الأسباب الواقعية للأوضاع القادمة ( مثل القدرة على اجتذاب الحلفـاء الذين يقاسمون الأحمال)، و لكن لأسباب مبدئية أيضا ( كالقدرة على القيادة القائمة على جـاذبية من نحن ) .
يدين فوكوياما مجموعة المحافظين الجدد، بأنّها تنظر إلى السياسة الخارجية الأمريكية من خلال منظار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني . و يقول أن كراوتهامر يتبنّى الخط الليكودي المتشدد في إسرائيل، و أن هذا " يلوّن رؤيته و آرائه بالنسبة للطريقة التي يجب أن تتعامل بها الولايات المتحدة مع العرب، بشكل عام ..".
لكي يحترمك العرب !
قال كراوتهامر خلال حوار إذاعي معه أن الطريقة الوحيدة لاكتساب احترام العرب، هي أن تمد يدك إلى أسفل، و تهصر ما بين الساقين ( النص الحرفي لكلامه كان أقل تهذيبا ! .. ) .
و فوكوياما يناقش منطق نقل أسلوب آرييل شارون الفكري إلى الاستراتيجية الأمريكية، فيقول " هل نحن مثل إسرائيل، محاصرون بصراع وحشي مع جانب كبير من العالم العربي و الإسلامي، مع سبل قليلة مفتوحة أمامنا للتعامل معهم، غير القبضة الحديدية ؟ " . و في حوار آخر، تساءل فوكوياما " هل يعقل أن يجري تطبيق استراتيجية وضعتها دولة صغيرة، محاطة بالأعداء من كل جانب، على ظروف دولة هي القوّة العظمى الوحيدة في العالم ؟ " ..
و في دعوته إلى استراتيجية أكثر تركيبا، تتوازن فيها النسبة بين ( العصا و الجزرة )، يقول " اتباع سياسة أمريكية تجاه العالم الإسلامي، شبيهة بسياسة شارون، تعتمد على العصا بشكل كبير، ستتمخّض عن كارثة .. فنحن ليس لدينا ما يكفي من العصي في مخـازننا ممّا ( يجعلهم يحـترموننا ) .. يكرهنا الإسـلاميون ـ بالتأكيد ـ منذ البداية، لكن أحادية القطب التي يرفع كراوتهامر لواءها، قد ضاعفت تلك الكراهية للولايات المتحدة، في المعركة الأكبر لكسب القلوب و العقول .." .
تهويد المحافظين الجدد
لم يكن كراوتهامر يتوقّع مثل ذلك التحوّل الذي طرأ على أفكار فوكوياما في مثل هذا الزمن القصير .
و في ردّه على فوكوياما، عمد كراوتهامر إلى استخدام الشتائم في وصف كلامه " سخيف "، و " أحمق "، و " لا معنى له "، و " متناقض على الإطلاق " . و قال أن فوكوياما قد " لحق بالركب في حماس، متصيدا المصاعب التي نواجهها في العراق لتفنيد أي سياسة سابقة قادتنا إلى هناك .." . و هو يواصل قائلا " أمّا عن ادعاء فوكوياما بأن جهود إعادة البناء بدت عقيمة منذ البداية، فمن الغريب أن فوكوياما لم يتنبّأ بذلك من قبل .. لقد انتظر لمدة سنة، حتى يتشمم اتجاه الريح، لكي يتنبّأ بما هو موجود " .
و عمّا قاله فوكوياما عن دور إسرائيل، يدين كراوتهامر غريمه بالسعي إلى تهويد حركة المحافظين الجدد . و يضيف ـ مراعيا الزمالة القديمة ـ أن أقوال فوكوياما لم تكن بمثل فظاظة أقوال بات بوكانين، و محاظـير محمد الماليزي، و غيرهم الذين يرددون أن " المحافظين الجدد الأمريكيين ( اليهود في نظرهم ) يعملون لحساب إسرائيل، و يسعون إلى اختطاف السياسة الخارجية الأمريكية، و جعلها في خدمة إسرائيل، و المؤامرة اليهودية الأكبر ..". و يستطرد كراوتهامر قائلا " أن تناول فوكوياما كان أكثر عمقا و وضوحا .. لكن الذي يجعل منطق فوكوياما سخيف تماما، أن من يمسكون بزمام السياسة التي ينتقدها شخصيات مثل بوش و بلير و تشيني و رامسفيلد .. كيف أمكن أن يغرقوا في هذا التوحّد الوهمي مع إسرائيل ؟ ..هل هم متخلفون عقليا ؟ أم كانوا منومين مغناطيسيا بواسطة المحافظين الجدد، كي يشتركوا معا في الرباط القبلي ؟".
خنجر فوكوياما
يتساءل الكاتب داني بوستيل " إلى أي مدى وصل خنجر فوكوياما في جسد المحافظين الجدد ؟، هل ما زال هو شخصيا منهم ؟ " . و يضيف قائلا أن فوكوياما يبدو غامضا في هذه النقطة . فموقفه لا يدخل في باب الخلاف بين أفراد العائلة.. و يؤمن داني بوستيل أن قطار فوكوياما قد خرج نهائيا من محطة المحافظين الجدد .
و من ناحية أخرى، يقول جون مائيرشيمير العالم أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو " فوكوياما يفهم بشكل صحيح تماما، أن سياسـة بوش قد حطّت على الصخـور " . و يقول أن فوكوياما قدّم " خدمة كبرى "، بقوله أن اسـتراتيجية المحافظين الجدد للتعامل مع العراق " تحطّمت و احترقت .." . ثم يضيف أن فوكوياما " يجب أن يحظى بالتقدير لأمانته في هذه الناحية ..و لمواجهته الواقع .." .
و يرى مائيرشيمير أن دلالة تدخّل فوكوياما تمضي إلى ما هو أبعد من كونها أول خلاف داخلي بين المحافظين الجدد حول العراق، " و هي ليست فقط لكونها ملاحقة أحد أعضاء قبيلة المحافظين الجد لعضو آخر في القبيلة .. لأن فوكوياما هو أكثر أعضاء القبيلة أهمية .
التهديد بانهيار القبيلة
يتقق مائيرشيمير مع كراوتهامر في أن انتقادات فوكوياما تهدد بتفكيك مشروع المحافظين الجدد . و يوضّح هذا قائلا أن فوكوياما، أوّلا : يتحدّى " دافع أحادية القطب الذي يوحّد ـ بقوة ـ الرؤية العالمية للمحافظين الجدد " . و ثانيا : يشكّك فوكوياما في فكرة أن حرب العراق ظاهرة ديموقراطية متسلسلة في العالم العربي ـ الإسلامي . و يضيف مائيرشيمير أن فوكوياما يتصف " باحترام صحّي قوي لحدود القوة العسكرية . ثم هناك رأي فوكوياما بالنسبة لحدود القدرة على الهندسة الاجتماعية، و آرائه فيما يختص بميل المحافظين الجدد إلى ربط تهديد الأمن الإسرائيلي بتهديد أمن الولايات المتحدة .
هذه المعركة الكلامية بين أكبر قطبين من أقطاب قبيلة المحافظين الجدد، سببت طنينا عاليا في واشنطن . فقد جرت قبل انتخابات الولاية الثانية لجورج بوش . لهذا قال الكاتب دافيد فروم، و الذي كان يقوم سابقا بكتابة خطب بوش، و يعمل حاليا في كتاب حول تاريخ اتخاذ القرار في السياسة الخارجية بإدارة الرئيس بوش .. قال أن ما قام به فوكوياما يمكن أن تكون له دلالة كبيرة في هزيمة بوش .
غير أن كراوتهامر يتجاوز هذا الحد في تقييمه لمعركة فوكوياما فيقول " إننا نحارب الآن حول من الذي سيتحكّم في مصير و قدر الحزب الجمهوري .. و العواقب ستكون كبيرة .." .
ماذا فعلت حرب العراق ؟
يعلّق فوكوياما على هذا كله قائلا " الحماس الذي أبداه الكثيرون ممن يضعون لافتة المحافظين الجدد لحرب العراق، قد كان أكثر إدانة للمحافظين الجدد من جميع ما كان يمكنني أن أقوله .." .
و يضيف قائلا للمحافظين الجدد أن جرعة من التأمّل الداخلي قد تفيدهم، " .. و هذا هو الشيء الذي يصدمني .. و هو نفس الشيء الذي يصدمني بالنسبة للرئيس بوش أيضا . ربما كنت أغفر الكثير لو أن أحدا من هؤلاء الذين كانوا من أشد المدافعين عن الحرب، قد أظهر أي نوع من إعادة النظر و التأمّل فيما حدث، أو أبدوا معرفة بوجود إشكالية ما فيما أوصوا به . . لم يفعل هذا كراوتهامر .. و لا فعله الرئيس بوش، و أرى في هذا خللا كبيرا .. و يبدو لي أنه لن يساعدهم في قضيتهم هذه لو بقوا على إصرارهم، و أنّهم كانوا مصيبين في كل ما فعلوه .." .
بدايات المؤامرة الإمبراطورية
في بدايات تسعينيات القرن الماضي، التقى بوش الأب بمجموعة من الصحفيين، و قال لهم ما معناه .. أنه بعد أن انتهينا من ترتيب البيت ( يعني أمريكا ) من الداخل، علينا أن نعيد ترتيب العالم من حولنا ! .
في ذلك الوقت اعتبرنا أن الأمر مجرّد تمهيد لحرب الخليج .. لم نكن نعلم بالخطط المجنونة التي يدبّرها ديك تشيني، وزير الدفاع في ذلك الوقت، مع مجموعة من الرجعيين المتعصّبين، من الأصوليين اليهود و المسيحيين الصهيونيين .. لم نكن قد سمعنا عن " استراتيجية الدفاع للتسعينيات "، أو عن" مشروع القرن الأمريكي الجديد "، الذي تولّد عن السابق، و عرف بعد ذلك بالاسم الرمزي ( باناك ) .
فما هو جوهر هذه المشروعات الجنونية .. إنّها خطة تسعى بها الولايات المتحدة لحكم العالم .. الغرض المعلن هو التكيّف مع وضع أحادية القطب، التي وجدت أمريكا نفسها فيها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنّها في جوهرها قصة سعي للسيطرة التامة على العالم . هذه المشروعات تطالب الولايات المتحدة بأن تتوصّل إلى تفوّق عسكري كاسح، يمنع قيام أي قوى مضادة جديدة تنافسها على المسرح العالمي .. إنّها تطالب بالسيطرة الكاملة على الأصدقاء و الأعداء سواء . و هي لا تقول أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قوية، أو الأقوى، بل يجب أن تكون الأكثر قوّة على الإطلاق .
لكن .. لماذا ؟!
يقول الكاتب الأمريكي دافيد أرمسترونج " قبل أن تستهدف الخطة السيطرة، كانت تستهدف المال .." .
عندما تضاءل الخطر السوفييتي بوضوح، انخفض دعم الرأي العام لميزانيات التسلّح الهائلة، التي تبتلع العديد من الميزانيات التي تمس مصالح أبناء الشعب اليومية . و هنا، ظهر دور كولن باول، مستشار الأمن القومي في إدارة رونالد ريجان . لقد استشعر باول التغيرات التي تحدث في الاتحاد السوفييتي، و شأنه شأن ديك تشيني، أراد تفادي التخفيضات في الميزانية العسكرية . و لكي يظهر قدراته أمام الجانب الأهم من حكّام الولايات المتحدة، أعني بذلك كبار أثرياء صناعة السلاح، الذين أتوا به و بريجان و معظم أعضاء المجلسين بفضل إنفاقهم و ضغوطهم و إعلامهم، تفتّق ذهنه عن مبرر لمواصلة تدفّق الميزانيات على خزائن تجار السلاح . قال أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على إدارة القوى القائمة على الملعب العالمي، و عليها أن تبقى كقوّة عسكرية عظمى، حتّى تؤمّن السلام، و تشكّل النظام البازغ بما يتّفق مع المصالح الأمريكية .
و من ناحية أخرى، تحرّك داعية القوّة المفرطة و الانفراد بالسيطرة، بول وولفويتز نائب وزير الدفاع لشئون التخطيط، لمساندة باول و لمواجهة ضغط النواب الديموقراطيين من أجل خفض ميزانية التسـليح . فطرح باول مبدأه الجديد " لم يعد ممكنا للولايات المتحدة أن تحدد احتياجاتها العسكرية على أساس التهديدات المعروفـة . بل على البنتـاجون أن يركّز على تحقيق القـدرة على مواجهة تنوّع واسـع من التحديات غير المعروفة .." . هذه الفكرة التي أسعدت تجار السلاح، أصبحت ركنا أساسيا في المشروعات الجنونية التالية
على الفور قام تشيني بدمج أفكار باول و وولفويتز، و وضع ما أسماه الاستراتيجية الواقعية . و تقدّم الثلاثة إلى الرئيس بوش الأب، و بعد عدّة أسابيع كشف بوش الأب النقاب عن الاستراتيجية الجديدة .. ثم سقط بوش الأب، و جاء كلينتون ..فماذا فعل ديك تشيني ؟..إلى الرسالة التالية .
في ذلك الوقت اعتبرنا أن الأمر مجرّد تمهيد لحرب الخليج .. لم نكن نعلم بالخطط المجنونة التي يدبّرها ديك تشيني، وزير الدفاع في ذلك الوقت، مع مجموعة من الرجعيين المتعصّبين، من الأصوليين اليهود و المسيحيين الصهيونيين .. لم نكن قد سمعنا عن " استراتيجية الدفاع للتسعينيات "، أو عن" مشروع القرن الأمريكي الجديد "، الذي تولّد عن السابق، و عرف بعد ذلك بالاسم الرمزي ( باناك ) .
فما هو جوهر هذه المشروعات الجنونية .. إنّها خطة تسعى بها الولايات المتحدة لحكم العالم .. الغرض المعلن هو التكيّف مع وضع أحادية القطب، التي وجدت أمريكا نفسها فيها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، لكنّها في جوهرها قصة سعي للسيطرة التامة على العالم . هذه المشروعات تطالب الولايات المتحدة بأن تتوصّل إلى تفوّق عسكري كاسح، يمنع قيام أي قوى مضادة جديدة تنافسها على المسرح العالمي .. إنّها تطالب بالسيطرة الكاملة على الأصدقاء و الأعداء سواء . و هي لا تقول أن الولايات المتحدة يجب أن تكون قوية، أو الأقوى، بل يجب أن تكون الأكثر قوّة على الإطلاق .
لكن .. لماذا ؟!
يقول الكاتب الأمريكي دافيد أرمسترونج " قبل أن تستهدف الخطة السيطرة، كانت تستهدف المال .." .
عندما تضاءل الخطر السوفييتي بوضوح، انخفض دعم الرأي العام لميزانيات التسلّح الهائلة، التي تبتلع العديد من الميزانيات التي تمس مصالح أبناء الشعب اليومية . و هنا، ظهر دور كولن باول، مستشار الأمن القومي في إدارة رونالد ريجان . لقد استشعر باول التغيرات التي تحدث في الاتحاد السوفييتي، و شأنه شأن ديك تشيني، أراد تفادي التخفيضات في الميزانية العسكرية . و لكي يظهر قدراته أمام الجانب الأهم من حكّام الولايات المتحدة، أعني بذلك كبار أثرياء صناعة السلاح، الذين أتوا به و بريجان و معظم أعضاء المجلسين بفضل إنفاقهم و ضغوطهم و إعلامهم، تفتّق ذهنه عن مبرر لمواصلة تدفّق الميزانيات على خزائن تجار السلاح . قال أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على إدارة القوى القائمة على الملعب العالمي، و عليها أن تبقى كقوّة عسكرية عظمى، حتّى تؤمّن السلام، و تشكّل النظام البازغ بما يتّفق مع المصالح الأمريكية .
و من ناحية أخرى، تحرّك داعية القوّة المفرطة و الانفراد بالسيطرة، بول وولفويتز نائب وزير الدفاع لشئون التخطيط، لمساندة باول و لمواجهة ضغط النواب الديموقراطيين من أجل خفض ميزانية التسـليح . فطرح باول مبدأه الجديد " لم يعد ممكنا للولايات المتحدة أن تحدد احتياجاتها العسكرية على أساس التهديدات المعروفـة . بل على البنتـاجون أن يركّز على تحقيق القـدرة على مواجهة تنوّع واسـع من التحديات غير المعروفة .." . هذه الفكرة التي أسعدت تجار السلاح، أصبحت ركنا أساسيا في المشروعات الجنونية التالية
على الفور قام تشيني بدمج أفكار باول و وولفويتز، و وضع ما أسماه الاستراتيجية الواقعية . و تقدّم الثلاثة إلى الرئيس بوش الأب، و بعد عدّة أسابيع كشف بوش الأب النقاب عن الاستراتيجية الجديدة .. ثم سقط بوش الأب، و جاء كلينتون ..فماذا فعل ديك تشيني ؟..إلى الرسالة التالية .