الأربعاء، يونيو ٢٤، ٢٠٠٩

لغز أوباما

محـاولة لفهـم ..

لغــز أوبـاما


( 1 )
ماذا قال جون كينيدي .. و ماذا يقول أوباما ؟

" نحن لا نريد سلاما أمريكيا ( باكس أميريكانا ) يفرض على العالم بأسلحة و حرب أمريكية . ليس سلام القبر، أو أمن العبيد . إنني أتكلم عن سلام أصيل، ذلك النوع من السلام الذي يجعل الحياة على الأرض تستحق أن تعاش، النوع الذي يتيح للبشر و الدول النمو و الأمل و بناء حياة أفضل لأبنائهم ـ ليس مجرّد سلام لأمريكا و لكن سلام لجميع الرجال و النساء ـ ليس مجرّد سلام لزماننا و لكن لجميع الأزمان . "
الرئيس جون كينيدي، 1963

" لن أتردد في استخدام القوّة منفردا، إذا اقتضى الأمر، لحماية الشعب الأمريكي، أو مصالحنا الحيوية حيثما هوجمنا أو جرى تهديدنا عن قرب ... و يجب علينا أيضا أن ندخل في اعتبارنا القوات المسلّحة فيما يخرج عن الدفاع عن النفس، من أجل توفير الأمن العام الذي يقوم عليه الاستقرار العالمي ـ أن ندعم الأصدقاء، و أن نشارك في عمليات الاستقرار و إعادة البناء، أو مواجهة الفظائع الجماهيرية . " .
سيناتور باراك أوباما، مجلة الشئون الخارجية ـ عدد يولية/ أغسطس 2007


* * *

( 2 )
تصل إلى جانب من حل اللغز إذا عرفت ..
من هم رجال أوباما ؟

أولئك الذين فكّروا في أن انتخاب باراك أوباما كرئيس أمريكي قد يعني تغييرا جذريا في السياسة الخارجية الأمريكية، لا بد أنهم قد تخلّوا عن أوهامهم هذه الآن . الوجوه تتغيّر، لكن النظام يبقى . عندما نريد التغيير، من الضروري أن ننظر إلى وراء الفرد الواحد و أن نجري تقييما للفريق الذي يعمل معه، أو لحسابه . و بالنسبة لفريق أوباما فهو ممّا يمكن أن نطلق عليه فريق المحافظين الجدد الناعم، جميعهم يدينون بالولاء لمجمّع الصناعات العسكرية، و جميعهم قد نذروا أنفسهم لأيديولوجية الحروب الدائمة، عوضا عن التقدّم البشري المستديم .
ويبدو أن صفقة ما قد عقدت هنا : سيترك أوباما منشغلا بمصافحة الأيدي، و السفر، و إلقاء الخطب الرنّانة، أو الاشتراك في الاحتفالات، بينما ينشغل رئيس وزرائه رام إيمانويل بإدارة البيت الأبيض . و بعد ذلك استقرّ كل شيء في مكانه : قائد القوات البحرية الجنرال جيمس جونز حظي بلقب مستشار الأمن القومي ( ملحوظة : مستشار الأمن القومي يرأس مجلس الأمن القومي، و هو الجانب من البيت الأبيض الذي يعنى بأمور السياسة الخارجية )، و وزير دفاع بوش روبرت جيتس، طلب منه أن يبقى في وظيفته . هذا في حد ذاته فقط من المفروض أن يقنع الجميع بأن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستتغيّر في اللون، و ليس في مادتها .

بروفيسير رودريجو ترمبلاي


* * *
( 3 )
المسلمون .. بين مذابح أمريكا و إسرائيل

كان خطاب أوباما في القاهرة مخادع في أعماقه، مثل العديد من خطاباته القديمة و الأكثر حداثة . لقد شجب و انتقد بشدة " قتل الأبرياء من الرجال و النساء و الأطفال "، و مع ذلك يقوم الجيش الأمريكي بقتلهم يوميا في العراق، و أفغانستان، و باكستان .. و يمد إسرائيل بما قيمته بلايين الدولارات، و أحدث الأسلحة و التكنولوجيات لتقوم بعمليات الإبادة الجماعية ذات الإيقاع البطيء ( سلو موشان ) ضد ملايين الفلسطينيين، منكرة حقّهم في تقرير المصير، و حق المهاجرين في العودة إلى ديارهم، كما يفرض القانون الدولي .


ستيفن ليندمان


* * *
( 4 )

أوباما يدعو العالم لمواجهة كوريا الشمالية
فمن الذي سيواجه أمريكا و إسرائيل ؟

كوريا الشمالية مكان صغير . في مقدور الصين وحدها أن تنفخ فيها لتطيرها في دقائق معدودة . و مع ذلك، يعتقد رئيس الولايات المتحدة ليس أقل من العالم جميعه، يكفي لمواجهة كوريا الشمالية .
التجمّع العسكري/ الأمني الذي يحكم أمريكا، و بمشاركة اللوبي الإسرائيلي و قراصنة البنوك، يحتاجون إلى قائمة طويلة الأعداء الخطرين، لكي يتواصل تدفّق أموال دافعي الضرائب إلى خزائنهم .
لوبي الأمن المحلّي، يعتمد على تهديدات لا آخر لها، لإقناع الأمريكيين بوجوب تنازلهم عن حرياتهم المدنية في سبيل الأمن و السلامة .
و السؤال الذي يطرح نفسه هو : من الذي سيواجه الحكومتين الأمريكية و الإسرائيلية ؟ .
ملاحظة أوباما التي يقول فيها أن الأمر يحتاج العالم بأكمله لمواجهة كوريا الشمالية، تحيّر العقول، لكن هذه الفكرة المحيّرة تتواضع أمام تعهّد أوباما بأن أمريكا ستحمي " سلام و أمن العالم ." .

بول كريج روبرتس

* * *
( 5 )
أوباما .. رجل حرب أم سلام ؟

يتوسّع أوباما في حرب ليس وراءها منطق واضح، أو هدف صريح . إذا ما كان المنطق الرئيسي هو بناء صورته السياسية بصفته " قائد عسكري عام "، سيكون أوباما قد وقع في نفس الفخّ كما حدث مع جورج دبليو بوش .
حقيقة الأمر، أن توسيع أوباما للحرب الأفغانية الباكستانية، يكون قد دخل في مسار يمكن أن يقود إلى تخريب رئاسته . سيصبح الأمر تكرارا لما حدث من ليندون جونسون الذي جرى تحطيمه سياسيا بحربه الفييتنامية، على الرغم من أنّها كانت حربا لم يشنّها هو .

بروفيسير رودريجو ترمبلاي


* * *
( 6 )
محور الزلازل .. بعد محور الشر !

منذ سبع سنوات، و في خطابه بمناسبة حالة الاتحاد في 29 يناير 2002، أطلق الرئيس جورج دبليو بوش تحذيره من " محور الشر "، الذي كان يرتبط بمساندة الإرهابيين، و الذين " يستهدفون تهديد السلام العالمي " . كان المحور يضم : إيران و العراق و كوريا الشمالية .. و بعد سنة من ذلك الإعلان قام بغزو العراق .
الأخبار السيّئة بالنسبة لخليفة بوش، باراك أوباما، أنّه يواجه الآن محورا أكبر و أكثر إثارة للمتاعب.. هو محور الزلازل . هذا المحور يضم على الأقل تسعة أعضاء، و ربّما أكثر. ما يجمع بينهم ليس سوء النوايا، بأكثر من عدم استقرار أنظمتهم، الذي يجعله أسوأ كل يوم، هو الأزمة المالية العالمية .
عندما اختار كتاب خطاب بوش اصطلاح " محور الشر "، كانوا يستحضرون التحالف الموازي في الحرب العالميةالثانية بين ألمانيا، و إيطاليا، و اليابان .. و على العكس يذكّر محور الزلازل أكثر بالعقد السابق لقيام الحرب العالمية الثانية، عندما أثار الكساد العظيم موجة من الأزمات السياسية العالمية .

نيال فرجسون

* * *
( 7 )
أوباما ينفق على الحرب، أكثر مما أنفقه ريجان

في 27 يناير، حذّر وزير الدفاع روبرت جيتس الكونجرس قائلا " صنبور ميزانية الدفاع الذي جرى فتحه في أعقاب 9/11 ينغلق " . الصنبور الذي ينغلق يعني الأقل من النقود، لكن ميزانية الدفاع الجديدة لعام 2010 تظهر بوضوح أن الصنبور لا ينغلق، و أنّه على حاله لا يتغيّر، مفتوح على آخره .. ميزانية الدفاع السنوية لعام 2009 كانت 514 بليون دولار . لعام 2010، يطلب جيتس 534 بليون دولار، بزيادة 20 بليون .
إذا ما أضفنا تكاليف حروب العراق و أفغانستان، فإن ميزانية البنتاجون للسنة المالية الحالية ـ 2009 ـ تتجاوز أي سنة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك قمم الإنفاق للحروب الكورية و الفييتنامية .
الرئيس أوباما تتضمّن خطته زيادة ذلك الحد .
و أوباما سينفق ما يزيد عن إنفاق رونالد ريجان على الدفاع ! .

وينسلو ت. ويلر

* * *
( 8 )
أوباما يبدأ من حيث انتهى بوش

يتجاوز باراك أوباما بعدوانية الحرب في أفغانستان . لقد كثّف إسقاط القنابل عبر الحدود على باكستان، و هو يسعى إلى مضاعفة عدد قوات الولايات المتحدة لتصل إلى 68 ألف في عام 2010 . و هو أيضا نصير قوي لهجمات الطائرات بلا طيارين ( الزنّانة )، رغم موت المئات من المدنيين نتيجة لأخطاء قصف هذه الطائرات .
في 4مايو 2009، تمَ قتل 143 من المدنيين في قصف بالقنابل على " بالا بالوك "، منطقة معزولة جنوب حيرات . تجاوز أوباما الواقعة باعتذار موجز، دون تلميح بأن سياسة الولايات المتحدة للقصف الجوّي ستجري مراجعتها لتفادي تصرفات خاطئة في المستقبل .
الذي حدث بعد ذلك، انه جرى استبدال جنرال دافيد ماك كيرنان، باليفتينانت جنرال ستانلي ماك كريستال، كقائد للقوات الأمريكية في أفغانستان .. و فيا يلي سنرى كيف لخّصت الواشنطون بوست مؤهلات (!) ماك كريستال للوظيفة :
" ماك كريستال يقتل البشر . هل سبق له أن عمل في مجال مواجهة التمرّد ؟ ليس في الحقيقة "، هذا هو ما قاله ريتشارد كارستنس، رئيس غير مقيم في مركز قوات الأمن الأمريكية الجديدة، و ضابط في القوات الخاصة سابقا .
أوباما، يؤمن بأن استهداف المدنيين لا يمكن تفاديه، و هو جانب من أهداف الخطة . لقد دعم أوباما سياسة بوش، بدلا من أن يتبرّأ منها .. يا له من " تغيير " .

مايك ويتني

* * *
( 9 )
رئاسة أوباما ..
نفس الشيء، و لكن أسوأ !

باراك أوباما، كان لديه في خزينة حملته الانتخابية ميزانية لم يسمع عنها من قبل، حوالي 600 مليون دولار، بينما لم تتجاوز ميزانية منافسه الجمهوري جون ماكين حوالي 100 مليون دولار . هذه الحقيقة وحدها يجب أن تعطينا بصيرة حاسمة، حول الدور المالي الحقير الذي تلعبه الشركات، و تأثيرها الهائل المفرط، و الفاضح غير المقبول، و تحكّمها في النظام الانتخابي، ذلك الذي يطلقون عليه ديموقراطية . معظم هذ الأموال ملوثة بالدماء، تتجمّع من الاستغلال الذي تمارسه مؤسسات و شركات وول ستريت، و نخبة الشركات العسكرية. هذه الحقيقة في حد ذاتها تعطيك مؤشرا جيدا آخر، لما يمكن أن تتوقّعه في ظل رئاسة أوباما .

لاري بينكني

* * *
( 10 )
أوباما .. و الإمبراطورية الأمريكية

قلت دائما أنه أيا كان ما قد يتحقق من التغييرات الطيبة في الموضوعات غير المتصلة بالسياسة الخارجية، ممّا قد أتى ذكره بالفعل، متّصلا بالبيئة و الإجهاض، فإن إدارة أوباما لن تصدر عنها أيّة تغيرات ذات دلالة، لها قيمتها في السياسة الخارجية للولايات المتحدة .. القليل الذي يمكن فعله في هذا المجال، سيخفّض مستوى البؤس الذي فرضته الإمبراطورية الأمريكية على البشرية .. و إلى الحدّ الذي يفيد أن باراك أوباما مستعدّ للكشف بوضوح عمّا يؤمن به من الأمور الخلافية، التي يبدو أنه يؤمن بها بالنسبة للإمبراطورية .
لا بد أن الفقّاعة " الأوبامية " قد بدأت بالفعل تفقد بعضا من هوائها، مع قيام الولايات المتحدة بقصف باكستان بالقذائف، بشكل متكرر، خلال الأيام القليلة التالية للتنصيب الرئاسي .
"" و هكذا .. فالواجب الأكثر صعوبة أمامك يا أوباما، الواجب الذي يجعلك تكسب جميع النقاط .. أن تعلن أن إسرائيل لم تعد الولاية 51 من الولايات المتحدة سينزل على رأسك لعنة اللوبي الأكثر قوّة في العالم، و العديد من أتباعه الأغنياء، و أيضا اليمين الأصولي المسيحي، و معظم وسائل الإعلام . و لكن، إذا ما كنت تريد حقّا أن ترى سلاما بين إسرائيل و فلسطين، عليك أن توقف جميع المساعدات العسكرية لإسرائيل، في جميع أشكالها : الآلات و البرامج، والأفراد، و النقود . و أن تتوقّف عن إبلاغ حماس بأن عليها الاعتراف بإسرائيل، و أن تتخلّى عن العنف، إلى أن تقول لإسرائيل بأن عليها الاعراف بحماس، و أن تخلّى عن العنف ..".
" و هل تدرك أن بإمكانك أن تستأصل عجز ميزانيات الولايات، و كذلك العجز الفيدرالي، في الولايات المتحدة، و أن توفّر الرعاية الصحية المجانية، و التعليم الجامعي المجاني، لكل أمريكي، و أن تموّل تنوعا لا حد له من البرامج الاجتماعية الثقافية المفيدة .. كل هذا، بمجرّد إنهاء حروبنا في العراق و أفغانستان، و ليس البدء بحروب جديدة، وإغلاق 700+ من القواعد العسكرية للبنتاجون ؟ .. فكّر في هذا باعتباره ضمن أرباح السلم الأمريكي، الذي وعدنا به عندما تنتهي الحرب الباردة، يوما ما، لكننا لم نحصل عليه . ما رأيك في أن تمننا أنت هذا، سيدي الرئيس ؟ . أمر ليس متأخرا جدا .." .
" لكنك ملتزم بالنسبة للإمبراطورية؛ و لإمبراطورية ملتزمة بالحرب .. شيء رديء للغاية " .

وليام بلوم



* * *

و بعد .. هل هذا هو أوباما الذي التهبت أيدينا تصفيقا له، عندما كان يلقي خطابه في جامعة القاهرة ؟ .. أم الذي زارنا كان ( الدوبلير ) ؟! .

راجي عنايت
يونيو 2009

هناك تعليقان (٢):

ا.د.سعيد صلاح النشائى يقول...

How can I send you comments and articles in Arabic and English to put on your excellent site.
Thanks,
Said Elnashaie

Ragy Enayat يقول...

Thank and Welcome
Y0u can send your comments to my E-Mail
renayat@gmail.com
or
renayat@hotmail.com
Best regards
Ragy Enayat